skip to Main Content
info@libyanagency.com

كيف جرّ حزب العدالة والبناء المجلس الرئاسي إلى مستنقع الإسلام السياسي؟

كيف جرّ حزب العدالة والبناء المجلس الرئاسي إلى مستنقع الإسلام السياسي؟

استطاع حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في ليبيا أن يبقى في المشهد السياسي من خلال تغلغله في مختلف مؤسسات الدولة، خاصة المؤسسات السيادية معتمدا على البرغماتية العالية التي مارسها

فبعد دوره السلبي والأساسي في عملية فجر ليبيا وإقصائه لخصومه السياسيين والذين وقفوا في وجه التيار الاسلامي وفي مقدمتهم “تحالف القوى الوطنية”، انقلب الحزب على المليشيات المسلحة التي تورطت في حرب فجر ليبيا وتخلص منها ايضا ومن التيار المتشدد حتى داخل الحزب والذين لم يستطيعوا مجاراته واستيعاب اللعبة السياسية، وانخرط في الحوار السياسي الذي دارت جولاته في مدينة الصخيرات المغربية، ليكون أهم مهندسي هذا الاتفاق الذي ضمن من خلاله البقاء في المشهد بفاعلية وأجبر الجميع من المعارضين على اللحاق به والدوران في فلكه حتى ممن ناصبوه العداء، ومع أن تمثيله في المجلس الرئاسي ضعيف بعد أن فشل في ضم المخزوم للمجلس استطاع الحزب بعلاقاته بالمملكة المتحدة باعتبارها حاضنة التنظيم الدولي للإخوان، ومن خلال جولات الصخيرات التي كشفت علاقة رئيس الحزب محمد صوان بسفير بريطانيا آنذاك بيتر ميليت وكذلك مبعوث الرئيس للأمريكي السابق جوناثان واينر،فقد استطاع ادخال كجمان كاسم غير معروف الانتماء وقد تفاجأ به نواب الجنوب وفريق الحوار بعد ظنوا أنه لا ينتمي للحزب، ويبدو أن هدف الحزب حينها التمثيل فقط لتحقيق أهداف أخرى سياسية لا تخفى على ذي بصيرة .

وبذلك نجح حزب العدالة في اختراق المجلس الرئاسي، خاصة أن تشكيلته الضعيفة ستجعل عملية السيطرة عليه والتأثير سهلة، وقد تفطن بعض أعضاء مجلس النواب الليبي ومؤيدي القيادة العامة لذلك ورفض إكمال مغامرة الصخيرات الإخوانية وامتنع عن تضمين الاتفاق السياسي في الإعلان الدستوري وانسحب القطراني والمجبري من المجلس في محاولة يائسة للحد من نفوذ حزب العدالة والبناء الإخواني ومخططاته طيلة الثلاث سنوات التي تلت توقيع اتفاق الصخيرات، خاصة بعدما نجح الحزب في إدخال المجلس الرئاسي إلى طرابلس رغم معارضة حلفائهم السابقين بقيادة حكومة الغويل وتيار المفتي المعزول الصادق الغرياني.

ويرى متابعون أن موقف السراج وخاصة مستشاريه من حزب العدالة كان طيلة الفترة الماضية حذر ويفتقر الى الثقة بسبب علاقاتهم الدولية الكبيرة خاصة بتركيا، ولكن للأسف لم يستغل تيار الكرامة الداعم للقيادة العامة هذه الظروف وناصبوا السراج العداء رغم كل التنازلات التي قدمها الرجل لهم وهذا هو الغباء السياسي بعينه في حين ظل حزب العدالة يدافع عن الصخيرات والسراج بكل الوسائل وبذلك لم يجد السراج حليفا أفضل وأقوى من العدالة وحلفائهم تركيا وقطر بعد ان أدرك فشله في الوصول الى أي تسوية سياسية مع المشير حفتر خاصة بعد 4/4.

وقد وصلت محاولاتهم الخبيثة استمالة القيادة العامة للجيش الليبي والقبائل الداعمة له بعد أن أقرّ رئيسهم الماكر والمحكوم بالمؤبد محمد صوّان بأن الجيش الليبي يقاتل الإرهاب في بنغازي وتصريح كعوان بترحيبهم بتيار الكرامة المعتدل.

لم يتوقّف حزب العدالة والبناء عن استخدام الخبث السياسي محاولاً استغلال كل تطوّر لصالحه، حيث استطاع الحزب أن يدعم الرجل القوي والميلشياوي السابق والمتنفّذ في مصراتة فتحي باشا آغا وزيراً للداخلية، على الرغم أنه لا ينتمي للإسلام السياسي.

واستمرّت محاولة استمالة الجيش الليبي والقيادة عندما رحّب حزب الإخوان بمخرجات لقاء أبوظبي الغامضة الذي كان يهدف إلى توريط القيادة العامة في صفقة مشبوهة مع مليشيات طرابلس، والتي فضحت مؤامرتهم يهدف اختراق القيادة العامة لتفكيكها والقضاء على مشروع بناء المؤسسة العسكرية، وعملية الكرامة والتي تهدف الى تحرير العاصمة من سطوة مليشيات الإخوان الإرهابية.

وبانطلاق عملية طوفان الكرامة غيّر حزب العدالة والبناء الإخواني خطابه المُداهن للقيادة، ووجد الفرصة ليبتلع المجلس الرئاسي، ويسيطر على رئيسه فايز السراج، حيث قام الحزب باستخدام نفوذه وعلاقاته الوثيقة مع حكومة أردوغان والنظام القطري لتوفير السلاح والمعدّات والتي بدأت تتدفق عن طريق ميناء مصراتة ومطارها، ولم يكتفِ الحزب بتوفير السلاح والمعدات والطائرات التركية المسيرة لمواجهة تقدم الجيش الليبي وتقوية مليشياته الإرهابية، بل سيطر على هذا الدعم التركي والقطري الذي تتلقاه مليشيات طرابلس وفرض على الرئاسي شخصيات عسكرية من مصراتة تتلقى هذا الدعم وتنسّق في آلية وصوله إلى المليشيات، كما زاد الحزب أيضاً من نفوذ “فتحي باشا آغا”، وزير داخلية بحكومة المجلس الرئاسي، وتصديره في وسائل إعلامهم كالرجل الأول للمعركة.

وقد أكّد حقيقة تحكم حزب العدالة والبناء الإخواني في الدعم التركي والقطري مجموعة من قياديي المليشيات الموجودة في طرابلس وعلى رأسهم “عاطف برقيق” القيادي فيما يعرف بكتيبة ثوار طرابلس، إضافة إلى بعض النشطاء القريبين من المليشيات مثل الناشط المتطرّف “تميم بوغرسة”، كما اتهموا الحزب باستغلال سيطرتهم على الدعم التركي والقطري لتوجيه المعركة كما يريدون، وليعلنوا قبولهم بالمفاوضات متى أرادوا.

ويؤكد متابعون أن حزب العدالة والبناء الإخوان هو من يقود المعركة من الكواليس، فقد استطاعوا عزل السراج عن مستشاريه الذين كانوا يحذرونه من سيطرة الإخوان عليه، ومن أهمّهم الطاهر السني الموالي لمصر والذي تم إبعاده بتعيينه مندوباً لليبيا في الأمم المتحدة بنيويورك، وكان من نتائج هذه السيطرة على المجلس الرئاسي واحتكار الدعم العسكري والمالي من تركيا وقطر الضغط على فايز السراج ليوقع على مذكرتي التفاهم التي تمنح تركيا نفوذاً واسعاً في حوض المتوسط، وهو ما يخدم مصالح التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الذي تقوده تركيا وتموله قطر.

Back To Top